عندما يفكر الناس في اللامركزية وتقنية البلوكتشين ، فإن العملات المشفرة وتحويلات الأموال الرقمية هي بعض من أول الأشياء التي تتبادر إلى الذهن. ومع ذلك ، هناك الكثير من الإنترنت اللامركزي.
الويب اللامركزي ، في شكله المثالي ، هو شبكة الويب الموزعة من نظير إلى نظير بدون خوادم مركزية. بدلاً من ذلك ، سيعمل المستخدمون على الشبكة اللامركزية كعقد مع أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم ، مما يوفر قوة الحوسبة ومساحة التخزين. نظراً للطبيعة الموزعة للإنترنت اللامركزي ، سيكون من الصعب جداً مهاجمة مواقع الويب أو إزالتها نظراً لعدم وجود نقطة مركزية للفشل. بالإضافة إلى ذلك ، سيواجه المتسللون صعوبة في إقتحام النظام لأن البروتوكولات اللامركزية تتطلب نشر شبكة متناثرة من الخوادم الآمنة.
الشبكات اللامركزية مفيدة لأكثر من مجرد أمن البيانات. الهدف الآخر هو التأكد من أن المستخدم لديه سيطرة كاملة على المعلومات التي يقدمونها. نظراً للحالة الحالية للإنترنت ، فإن حقيقة أن بيانات المستخدم مركزة في أيدي قلة مختارة تزيد من إحتمال حدوث خرق للبيانات. وهذا يسهل أيضاً على الحكومة مراقبة وتنظيم أنشطة معينة. تتمتع الشركات الكبرى بإمكانية الوصول إلى بيانات المستخدم الحساسة المخزنة على خوادمها ، وتشمل هذه البيانات سجل المتصفح ورسائل البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف و بيانات الموقع و المزيد. في كثير من الحالات ، يتم بيع هذه البيانات لشركات أخرى لأغراض التسويق ، مع بيع تفضيلات التصفح بشكل أساسي للمساعدة في تحسين الإعلان.
ومع ذلك ، يتم أحياناً بيع البيانات الشخصية مثل عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف لشركات أخرى. أحد أسباب تلقي المستخدمين لرسائل البريد الإلكتروني العشوائية و الرسائل النصية يرجع إلى الإشتراك في نظام أساسي أو خدمة وفشلهم في قراءة الشروط و الأحكام. تنص بعض الأنظمة الأساسية في شروطها وأحكامها على أنها ستنقل بيانات المستخدم ، بما في ذلك عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف.
تعتمد خطط أعمال العديد من المؤسسات على جمع معلومات التعريف الشخصية عن عملائها و الإستخدام اللاحق لتلك البيانات لإستهداف الإعلانات ، مما يؤدي إلى حدوث مشكلات تتعلق بالخصوصية. يتمتع الأفراد الذين يستخدمون شبكة لامركزية بفرصة أكبر لتجنب تخزين بياناتهم في مراكز بيانات شركات التكنولوجيا العملاقة. بالإضافة إلى ذلك ، يتمتع المستخدمون في هذا النظام الإيكولوجي سريع التوسع بنظرة كاملة حول ما يتم عمله ببياناتهم ومكان حفظها.
علاوة على ذلك ، نظراً لأن الشبكة مفتوحة المصدر، سيتمكن مستخدمو الشبكة اللامركزية من الإبلاغ عن المشكلات وتنفيذ الحلول وإنشاء أدوات جديدة لصالح الشبكة ككل. سيكون هذا مفيداً للجميع . يتمثل التباين الأكبر و الأهم بين الأنظمة الأساسية التقنية المركزية وشبكات الكمبيوتر اللامركزية في كيفية إجراء التحكم. إذا حدث خطأ ما ، فلن يكون أمام البيانات التي يتم تحميلها و المتاجرة بها على منصات مركزية خيار سوى المرور عبر مراكز بيانات الشركة. هذا يخلق نقطة فشل محتملة.
كما ذكرنا سابقاً ، لا تحتوي الشبكات اللامركزية على نقطة فشل واحدة نظراً لأن العقد التي تشغل الشبكة يتم توزيعها عبر شبكة من الأشخاص في جميع أنحاء العالم ، ويضيف كل منهم سعة تخزين للنظام. ونتيجة لذلك ، أصبحت الشبكات اللامركزية أكثر أماناً ، كما تم تعزيز متانة الشبكة نظراً لتقليل عدد نقاط الفشل المحتملة. كل عقدة يجب أن تغلق حتى تصبح الشبكة غير قابلة للعمل. إذا تم إختراق أحد هؤلاء المشاركين ، يمكن للمشاركين الآخرين ملئ الفجوات التي خلفتها العقدة المُصابة.
إستنتاج
الشبكة اللامركزية هي أكثر بكثير من مجرد نقود من نظير إلى نظير. ستشكل مواقع الويب و الأنظمة الأساسية اللامركزية و الخالية من الرقابة و التي تركز على الخصوصية الويب الجديد.
