تعيد القوى العاملة الحديثة إبتكار نفسها بإستمرار مع التحول عن أشكال العمل التقليدية ، مثل العمل في موقع البناء. في هذه الأيام ، يبحث المزيد و المزيد من الأشخاص عن عمل في إقتصاد الوظائف المؤقتة الناشئ بدلاً من العمل بأنفسهم حتى الإنقراض.
إن إقتصاد العمل الحر هو إقتصاد واسع جداً يمكن تعريفه بشكل فضفاض على أنه مكان يقدم فيه المقاولون المستقلون خدمات عن الطلب للعملاء الراغبين في الدفع مقابلها . إنه يشمل أي عمل تقريباً ، سواء كان ذلك الكتابة أو التصميم أو إنشاء مواقع الويب أو توصيل البضائع وغير ذلك.
لقد كانت التكنولوجيا واحدة من أكثر الدواقع تكويناً لإقتصاد الوظائف المؤقتة الحديث ، ولم يثبت أي منها أنها أكثر أهمية من الإنترنت ، الذي أدى إلى عولمة الإتصال. من خلال شبكة الويب العالمية و العديد من تطبيقات المراسلة وبرامج مكالمات الفيديو و الأسواق التي نشأت ، أصبح من السهل على أي شخصين موجودين في أي مكان في العالم الإتصال ببعضهما البعض و الدخول في إتفاقية.
بدأ إقتصاد العمل الحر من خلال مواقع الويب مثل Up Work و Freelancer ، و التي وفرت أسواقاً حيث يمكن لأصحاب العمل الإعلان عن الوظائف و العثور على محترفين مناسبين للقيام بها. أدى ذلك إلى ظهور جيل جديد من العاملين عبر الإنترنت - مُصممي الويب المستقلين ومصممي الرسومات و الكُتاب وما إلى ذلك ، و الذين يمكنهم العمل عن بُعد من أي مكان وكسب لقمة العيش دون الحاجة إلى العثور على عمل تقليدي.
لم يقتصر الأمر على توفير إقتصاد الوظائف المؤقتة للكثير من الأشخاص مصدر دخل جديداً. كما أتاح المزيد من الفرص للأسواق و الأقتصادات المحرومة حيث تندر الوظائف التقليدية ، مع تمكين الناس من ممارسة هوايات مدفوعة الأجر مثل التصوير الفوتوغرافي.
تتطور مع البلوكتشين
في الآونة الأخيرة ، برزت العملة المشفرة كميسر فريد في إقتصاد الوظائف المؤقتة ، مما يمكن الأشخاص من الحصول على رواتبهم بسهولة أكبر مقابل أداء العمل دون إستخدام خدمات دفع خارجية باهظة الثمن لقبول الأموال من العملاء في الخارج.
يمكن أن يثبت إقتصاد العملة المشفرة أنه يغير قواعد اللعبة بالنسبة لإقتصاد الوظائف المؤقتة لأنه يستغني أيضاً عن الوسيط. تسمح العقود الذكية بإنفاذ حركة الأموال من خلال كود البرنامج ، مما يخلق إمكانية علاقات تعاقدية أكثر تعقيداً دون الحاجة إلى وسيط بشري ، مما يقضي على مخاطر عمليات الإحتيال. إنه نموذج جديد لإقتصاد الوظائف المؤقتة.
بالإضافة إلى ذلك ، أدت العقود الذكية أيضاً إلى ظهور الفصل التالي في قصة إقتصاد الوظائف المؤقتة ، و هو اقتصاد اللعب من أجل الربح / Play to Earn ، حيث يمكن للأشخاص المشاركة في الألعاب و الحصول على أموال مقابل القيام بذلك.
يعد عالم ألعاب الفيديو مرحلة مثالية لمكافأة المهارات و المواهب الفريدة للمشاركين ، حيث أعتنق منذ فترة طويلة فكرة الإقتصاد الإفتراضي المُعقد . كانت الألعاب الشعبية مثل World of Warcraft من بين أول من أدخل مفهوم العملات الإفتراضية ، و التي يمكن إستخدامها في اللعبة لشراء عناصر رقمية متنوعة. بفضل صعود البلوكتشين و الأصول الرقمية ، أصبح من الممكن الآن للاعبين إمتلاك هذه الأصول الرقمية وكسب الإيرادات من جهودهم في الألعاب.
تُعد ألعاب P2E ، التي تُعرف أيضاً بإسم ألعاب التشفير ، سلالة جديدة من الألعاب التي تتكامل مع العملات المشفرة و الأصول الرقمية الأخرى - ما يسمى بالرموز غير القابلة للإستبدال. عادة ما تكون الألعاب مجانية ، على الرغم من أنه يجب على اللاعبين شراء NFTs ، و التي قد ثمثل شخصيات أو عناصر داخل اللعبة ، لإحراز تقدم وكسب مكافآت.
من بعض النواحي ، يشبه هذا الألعاب التقليدية " المجانية للعب ". لست مضطراً لشراء اللعبة ، ولكن للفوز ، من الضروري عادةً الدفع للحصول على عناصر معينة ، مثل الشخصية أو الأسلحة. يتمثل الإختلاف في ألعاب P2E في أن اللاعبين يمتلكون بالفعل العناصر التي يشترونها ، و يمكنهم بيعها للاعبين آخرين عبر أسواق مستقلة.
هذا لأن العناصر و الشخصيات داخل اللعبة هي NFTs ، وهي عبارة عن رموز رقمية فريدة من نوعها و مخزنة على البلوكتشين. لكل من NFTs خصائصه وسماته ومستوى ندرته ، مما يعني أن بعضها أكثر قيمة من البعض الآخر.
نظراً لأن هذه الرموز ، التي يمكن ربحها أو تحسينها في بعض الأحيان من خلال اللعب ، قد تم تقييمها ، يمكن أن تعمل طريقة اللعب بشكل فعال . وبهذه الطريقة ، تعد P2E بأن تصبح إمتداد لإقتصاد الوظائف المؤقتة.
للعب اللعبة الناجحة Meta Cricket League ، يجب على اللاعبين الإستثمار في رجال المضرب و البولينج و خفافيش الكريكيت المستندة إلى NFT ، ولكل منهم سماته الخاصة. لا يمكن شراؤها وبيعها إلا على منصة Jump.trade ، وهي سوق ونظام بيئي لألعاب NFTs التي توفر قيمة فائدة سياقية. يتعين على اللاعبين إنشاء "فرق" متوازنة بعناية من NFTs بسمات مختلفة. بمجرد أن يصبح فريقهم جاهزاً ، يمكنهم التنافس ضد لاعبين آخرين في مباريات لاعب مقابل لاعب حيث يمكنهم ربح مكافآت رمزية يمكن بيعها في بورصة مقابل أموال حقيقية. لديهم أيضاً فرص لترقية NFTs الحالية ، مما يجعلها أكثر قيمة. بهذه الطريقة ، من الممكن شراء NFT أساسي على Jump.trade وقضاء بعض الوقت في لعب اللعبة ، ثم بيع نفس NFT في المستقبل بسعر أعلى بكثير .
أكتسبت ألعاب P2E شعبية كبيرة أثناء ظهور جائحة COVID-19. مع تجفيف فرص العمل المادية بسبب طلبات البقاء في المنزل ، تحول المزيد و المزيد من الأشخاص إلى ألعاب P2E. في حين أن Jump.trade يخدم بشكل أساسي اللاعبين الهنود ، فإن العنوان الأكثر نجاحاً في هذه الصناعة هو Axie Infinity ، و الذي أثبت أنه حقق نجاحاً هائلاً في الفلبين. هناك ، في ذروة الوباء ، أدعى بعض أفضل لاعبي Axie Infinity أنهم يمكن أن يكسبوا آلاف الدولارات كل شهر من لعب هذه اللعبة ، مما يساعد على تعويض الدخل المفقود وتوليد إقتصاد إفتراضي بملايين الدولارات.
ألعاب P2E هنا لتبقى
نظراً للإرتفاع السريع في ألعاب P2E ، فليس من المستغرب أن يعلن الكثير من الناس أن هذه الصناعة الناشئة ستلحق يوماً ما بل وربما تتفوق على إقتصاد الوظائف المؤقتة. وفقاً لـ Gabby Dizon / جابي ديزون ، المؤسس المشارك لـ Yield Guild Games ، توفر P2E طريقة للعديد من الأشخاص في الإقتصادات المتعثرة للهروب من الصعوبات الإقتصادية.
قال في مقابلة مع Indigg : " لقد رأينا عن كثب التأثير الإيجابي الذي أحدثه اللعب من أجل الربح الكثير من الفلبينين يومياً ".
وبهذه الطريقة ، فإن ألعاب P2E هي نفس إقتصاد الوظائف المؤقتة ، حيث توفر للأفراد مصدر دخل ثانٍ عندما لا يتمكنون من العثور على وظائف المؤقتة من حيث أنها أكثر ملائمة و مرونة حيث يمكن للأشخاص " العمل " في أي وقت يريدون ومن أي مكان. أن يبدأ في الوصول إلى ستة أشخاص من أي شاطئ في العالم ، وسداد مايريدون في نفس الوقت.
نظراً للفرص الإقتصادية ، يعتقد الكثير من الناس أن ألعاب P2E قد تتفوق في النهاية على صناعة الألعاب التقليدية . ومع ذلك ، لا تحتاج صناعة P2E إلى إستبدال الألعاب التقليدية لتحقيق النجاح وتزويد جمهورها بطريقة بديلة لكسب العيش. ستستمر إستوديوهات الألعاب الكبيرة مثل Rockstar Games في إصدار ألقاب مثل GTA لأولئك الذين يقدرون اللعب فوق أي شئ آخر. وفي الوقت نفسه ، وبالتوازي مع ذلك ، ستستمر صناعة P2E في التقدم ، مما يمنح المطورين و اللاعبين على حد سواء طريقة جديدة للإستفادة من ظهور Web3.
