بعد انهيار بورصة FTX وغيرها من الشركات الكبرى الموجهة نحو التشفير مثل BlockFi و Voyager Digtal ، تواجه الشركات التشفير و المستخدمون أوقاتاُ صعبة في الوصول إلى الخدمات المصرفية.
أوقات التحدي الخاصة بالخدمات المصرفية المشفرة
كشف الربع الأول من عام 2023 عن شقوق في القطاع المصرفي العالمي ، مما أدى إلى سقوط ثلاثة بنوك صديقة للعملات المشفرة في الولايات المتحدة : بنك وادي السيليكون - SVB ، و Signature ، و بنك Silvergate. تجدر الإشارة إلى أن إنهيار SVB هو أكبر فشل مصرفي منذ الأزمة المالية لعام 2008.
في حين أن انهيار هذه البنوك لا يمكن أن يُعزي في المقام الأول إلى أنها تقدم خدمات تشفير ، يبدو أن المنظمين الأمريكيين قد أنتهزوا ذلك كفرصة لشن حرب شاملة ضد صناعة العملات المشفرة. يتضمن ذلك مزودي الخدمات المالية التقليديين الذين يقدمون خدمات داخل و خارج قطاع التشفير.
على وجه الخصوص ، حذر المنظمون الأمريكيون بقيادة مجلس الإحتياطي الفيدرالي البنوك مؤخراً من مخاطر السيولة الوشيكة المرتبطة بتقديم الخدمات المصرفية لصناعة العملات الرقمية.
" لقد تميزت أحداث العام الماضي بتقلبات كبيرة وانكشاف نقاط الضعف في قطاع الأصول المشفرة. تسلط هذه الأحداث الضوء على عدد من المخاطر الرئيسية المرتبطة بالأًصول المشفرة و المشاركين في قطاع الأصول المشفرة و التي يجب أن تكون المؤسسات المصرفية على دراية بها ".
تسبب هذا الموقف في تغيير المعنويات ، حيث ابتعد المزيد من البنوك عن العملات المشفرة . وفقاً لمقال نشرته رويتز ، فإن JP Morgan لا يقوم حالياً بإعداد الأنشطة التجارية المتعلقة بالعملات المشفرة ، بينما يقوم بنك نيويورك ميلون - New York Mellon بتنفيذ نهج " صارم للغاية " ويقوم بفحص الشركات المشفرة التي تسعى للحصول على خدماتها على أساس كل حالة على حدة.
مخاوف البنوك التقليدية من التشفير : تنظيم أم منافسة ؟
في حين أن غياب الأطر التنظيمية يلعب بالتأكيد دوراً مهماً في إعاقة البنوك التقليدية عن تقديم خدمات التشفير ، فإنه يطرح السؤال عما إذا كانت هذه المؤسسات المالية القديمة حذرة حقاً أو تخشى ببساطة حدوث خلل في العملة المشفرة.
مرة أخرى في عام 2017 ، رفض جيمي ديمون - Jamie Dimon ، الرئيس التنفيذي لشركة JP Morgan Chase ، عملة البيتكوين بإعتبارها أسوأ من فقاعة التوليب في القرن السابع عشر. ومع ذلك ، في تحول مفاجئ للأحداث ، أصبحت JP Morgan الآن من بين البنوك التي تستكشف العملات الرقمية بنشاط ، حتى أنها نفذت أول صفقة DeFi على سلسلة الكتلة - Blockchain العامة في عام 2022.
الأمر الأكثر إثارة للإهتمام هو أن اللاعبين في التمويل التقليدي يتوصلون تدريجياً إلى إجماع على أن البلوكتشين و العملات المشفرة تمتلك القدرة على تعطيل القطاع المصرفي العالمي البالغ 7 تريليونات دولار. يحدث هذا الإضطراب بالفعل من خلال إلغاء الوساطة في الخدمات المصرفية الحيوية ، بما في ذلك المدفوعات و القروض و الأوراق المالية الرمزية ، من بين أمور أخرى.
في مناطق معينة ، مثل أمريكا اللاتينية وأفريقيا ، حيث تكون معدلات تبني التشفير مرتفعة بشكل ملحوظ ، يتخلى الأفراد تدريجياً عن القطاع المصرفي التقليدي لصالح معاملات التشفير. كشف أحدث تقرير عن تبني العملة المشفرة من قبل Chainalysis أن أكثر من 50% من البلدان العشرين الأولى في تبني العملة المشفرة هي اقتصادات متوسطة أو منخفضة الدخل.
علاوة على ذلك ، فإن البنوك حذرة بشكل مفهوم من العملات المشفرة نظراً لخبرتها المحدودة في تقييم ملفات تعريف المخاطر و العائد المرتبطة باستثمارات التشفير. بالإضافة إلى ذلك ، فإن تعقيدات الحفاظ على الإمتثال للسلطات التنظيمية أثناء العمل في منطقة رمادية تنظيمية تنطوي على مخاطر كبيرة تزيد من تفاقم مخاوفهم.
البحث عن بدائل للحلول المصرفية المشفرة
على الجانب الأكثر إشراقاً ، لم يتم استبعاد شركات التشفير و المستخدمين تماماً. هناك العديد من البدائل للحلول المصرفية التي تظهر كخيارات قابلة للتطبيق لأولئك الذين يبحثون حالياً عن شركاء مصرفيين موثوقين. وعلى وجه الخصوص ، تغيير البلدان إلى ولايات قضائية أكثر صداقة مع التشفير أو البحث عن خدمات مصرفية من مزودي خدمات مالية أكثر مرونة ، لا سيما في مجال التكنولوجيا المالية.
تبديل الإختصاصات
كما قد تكون اكتشفت بالفعل ، ربما لا تكون الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر صداقة للعملات المشفرة من حيث العمليات. لحسن الحظ بالنسبة لصناعة التشفير ، هناك العديد من الولايات القضائية التي تم فيها بالفعل إنشاء أطر تنظيمية للإشراف على أنشطة التشفير وتوفير الخدمات المالية للكيانات والأفراد العاملين في هذا النظام البيئي.
في الآونة الأخيرة ، وافق الإتحاد الأوروبي على تنظيم الأسواق في الأصول المشفرة ( MiCA ) ، والذي يضع إطاراً تنظيماً أكثر وضوحاً لإستخدام العملات المشفرة. ولكن الأهم من ذلك ، أن هذه اللائحة التي تم تبنيها حديثاً تفتح السوق للخدمات المصرفية المشفرة في أوروبا ، والتي تتمتع بالفعل بميزة كبيرة مع أكثر من 55 بنكاً صديقاً للعملات المشفرة.
وفي الوقت نفسه ، في هونج كونج ، حيث بدأ نظام ترخيص بورصات العملات المشفرة في يونيو 2023 ، ورد أن هيئة النقد في هونج كونج ( HKMA ) تمارس ضغوطاً على البنوك الكبرى مثل Standard Chartered و HSBC لتوسيع خدماتها المصرفية لتشمل بورصات العملات المشفرة.
بالطبع ، هاتان الولايتان هما مجرد أمثلة قليلة على الأماكن التي يمكن لشركات التشفير و المستخدمين الإنتقال إليها. عندما يتعلق الأمر بالأطر التنظيمية ، هناك العديد من البدائل الأخرى ، بما في ذلك السلفادور ، حيث تعتبر عملة البيتكوين عملة قانونية ، وكذلك كوريا الجنوبية و سنغافورة.
بنوك التكنولوجيا المالية - Fintech Banks
لا شك أن ظهور البنوك " المنافسة " في السنوات الأخيرة قد غير قواعد اللعبة في الأعمال التجارية الحديثة. وفقا لإحصاءات Fortunly ، نمت قاعدة أصول بنوك التكنولوجيا المالية بأكثر من 105% خلال العقد الماضي ، بينما شهدت البنوك التقليدية نمواً بنسبة 75% خلال نفس الفترة.
ولكن الجدير بالملاحظة بشكل خاص حول هذا القطاع المصرف الرقمي الأول هو المرونة التي يوفرها. معظم الولايات القضائية لديها متطلبات تنظيمية أقل صرامة لبنوك Fintech مقارنة بنظيراتها التقليدية. لذلك ، بعد هذا خياراً آخر يستكشفه مستخدمو العملات المشفرة للحلول المصرفية في أنحاء مختلفة من العالم.
إحدى شركات Fintech التي برزت كبديل مصرفي هي Stripe ، الشركة الأيرلندية الأمريكية التي تركز على الخدمات المالية. لقد أطلقوا مؤخراً عملية تحويل العملات الرقمية إلى العملات المشفرة في ديسمبر 2022 ، مما يسمح للعملاء بالحصول مباشرة على أًصول التشفير دون المرور بالضرورة عبر أحد البنوك لإجراء عمليات الشراء.
في أوروبا ، أدى ظهور البنوك الجديدة مثل Peanuds إلى جعل الوصول إلى الخدمات المصرفية أسهل من أي وقت مضى بالنسبة للشركات الناشئة المشفرة. تقدم التكنولوجيا المالية الناشئة حلاً بنكياً شاملاً صديقاً للتشفير إلى جانب ميزات مبتكرة ، بما في ذلك تحويلات SEPA و SWIFT ، و القدرة على التعامل مع عملات متعددة.
مع الخدمات المصرفية البديلة التي تقدمها Fintechs ، أصبح من الأسهل بكثير التخفيف من نقاط الألم المصرفية التي يعاني منها حالياً كل من الأفراد و الشركات في صناعة العملات المشفرة.
للمعرفة أكثر عن التكنولوجيا المالية و دورها في إفادة العملات المشفرة .. الضغط من هنا
مستقبل الخدمات المصرفية المشفرة
إذن ، إلى أين يتجه مستقبل الخدمات المصرفية المشفرة ؟ هل سيؤسس المنظمون الأطر التي تشتد الحاجة إليها ، و إذا فعلوا ذلك ، فهل ستتبنى البنوك التقليدية العملات المشفرة ؟ لا تزال الإجابات على كلا السؤالين غير مؤكدة ، ولكن ما هو واضح هو أن المُنظمين في جميع أنحاء العالم على استعداد لتطبيق أطر الرقابة المناسبة. أما بالنسبة للبنوك التي توسع خدماتها ، فمن المحتمل أن تعتمد على نماذج الأعمال و الرشاقة للبنوك التقليدية المختلفة.
ومع ذلك ، هناك أيضاً احتمال أنه بمرور الوقت ، سيرتقي التمويل اللامركزي - DeFi إلى مستوى التحدي وسيقدم خدماته اللامركزية التي يروج لها كثيراً على نطاق أوسع.
إلى أن يحدث هذا ، فإن أفضل الفرص التي تُترك للشركات في هذا المجال هي مقدموا الخدمات المصرفية الذين يفهمون كيفية تنظيم عرض إلى جانب حواجز الإختصاص القضائي و الإمتثال.
