إن ما بدأ كصدام كلاسيكي بين صناعة العملات المشفرة الناشئة و الجهات التنظيمية الحكومية قد تحول إلى صراع متعدد الأوجه مع انقسام لاعبي العملات المشفرة إلى شرائح دقيقة تختلف حول الشكل الذي يجب أن يبدو عليه العقد القادم لقد انهارت صناعة العملات المشفرة ، التي وقف ذات يوم ضد الحكومات و الوكالات التي تتطلع إلى فرض أطر تنظيمية، لتسبب في حرب ثلاثية الجبهات مليئة بالصراع، و الصراع على السلطة، ومكائد القصر ، ورفاق غرباء خرجوا مباشرة من دراما مكتوبة.
أثار هذا التحول في الديناميكيات تساؤلات ليس فقط حول مستقبل العملة المشفرة وسلسلة الكتل، ولكن أيضاً حول العلاقة بين مبتكري التكنولوجيا و الحكومة.
إن الطريقة التي تطورت بها المناقشة في عام 2023 جعلت الكثيرين يتساءلون: هل نحن منخرطون في حرب باردة تنظيمية ؟
التقدم التنظيمي بطئ
قضئ عضواً مجلس الشيوخ شيرود براون - Sherrod Brown وإليزابيث وارن - Elizabeth Warren صيفهما في إثارة أكبر قدر ممكن من الضجيج حول " الإخفاقات البارزة [التي] أدت إلى خسارة أصول المستهلكين" و " الإحتيال و الخداع وسوء الإدارة الفادح " الذي يزعمون أنهم يرونه في المجال.
في أواخر يوليو، شارك أعضاء مجلس الشيوخ وارن - Warren و مانشين - Manchin و جراهام - Graham الآن هناك مجموعة من المثقفين التكنولوجيين - في رعاية مشروع قانون من شأنه توسيع متطلبات السرية المصرفية لتشمل مقدمي محافظ الأصول الرقمية، و المُعدنين، وغيرهم من المشاركين في سوق العملات المشفرة. ويزعمون أن مثل هذا التنظيم من شأنه أن يساعد في منع إستخدام العملات المشفرة في غسيل الأموال، وتهريب المخدرات ، وتمويل للإرهاب.
كان من المعتاد أن تتحد العملات المشفرة ضد مثل هذه الحطوة وتشرح أن سلسلة الكتلة هم أصدقاء في مجال منع الجريمة، وليسوا أعداء. ولكن لم يعد.
وبدلاً من ذلك، سعي براين أرمسترونج - Brian Armstrong، الرئيس التنفيذي لشركة Coinbase، إلى إيجاد أرضية مشتركة مع المنظمين، ساعياً إلى تحقيق مكاسب بعيدة المنال و التي يعرفها حتى خبراء السياسة الأكثر دراية وتفاؤلاً أنها غير محتملة.
وحتى ما يسمى " ملكة العملات المشفرة " في مجلس الشيوخ ، السيناتور سينثيا لوميس - Cynthia Lummis من ولاية وايومنج، تعرف أن الطريق الأوسط غامض. في مقابلة هذا الصيف ، حث السيناتور لوميس لاعبي العملات المشفرة على التنازل بشأن موضوع دور العملات المشفرة في غسيل الأموال حتى يكون هناك تقدم أكبر :
" إذا تمكنا من معالجة هذا الجزء منه منذ البداية، قبل إقرار الإطار التنظيمي، فإننا نكون قد أزلنا هذا القلق من على الطاولة. ويمكننا في الواقع التحدث عن الأصول الرقمية من حيث كيفية التنظيم. "
لكن جهود أرمسترونج الصادقة وشهادته واستعداده لإستكشاف الحل الأوسط تمت مكافأتها بطريقة يمكن التنبؤ بها : رفعت هيئة الأوراق المالية و البورصات الأمريكية دعوى قضائية ضد Coinbase في يوليو ، مدعية أن الشركة كانت تعمل كوسيط غير مرخص للأوراق المالية. طلبت هيئة الأوراق المالية و البورصات من Coinbase إزالة جميع الأصول خارج البيتكوين، وهو أمر تخطط الشركة لمحاربته في المحكمة.
المسار التنظيمي من هنا
لقد أتخذ أعضاء مجلسي النواب و الشيوخ في الولايات المتحدة خطواتهم، وقاموا بصياغة تشريعاتهم، واحتلوا عناوين الأخبار. ولكن بناء على الطبيعة الأحادية الجانب للخطاب وكيفية التعامل مع أرمسترونج ( وآخرين في لوبي العملات المشفرة ) ، يتعين على المرء أن يتساءل : هل هذا مجرد كلام ؟
إن البيئة السياسية الحالية - بعد مرور عام على الإنتخابات الكبرى في الولايات المتحدة - لا تشكل البيئة التي قد تشكل فيها هذه المسألة أولوية. و الحقيقة المؤسفة هي أن الإهتمام التشريعي سوف يتجه إلى تلك البنود التي تفي بوعود الحملات الإنتخابية أو تساعد في تسجيل نقاط سياسية. لا يعد غسيل الأموال موضوعاً يحظى بأي نوع من الجاذبية بهذه الطريقة، ولا ينطبق ذلك أيضاً على التنظيم المالي الإضافي. لدينا جميعاً سمكة أكبر لنقليها، خاصة عندما تكون عوائد هذه الجهود موضع شك في أحسن الأحوال.
إذا ، إلى أين يقودنا هذا في حرب تنظيمية باردة ؟ ربما هذا هو هدف الجيش المناهض للعملات المشفرة في مجلسي النواب و الشيوخ ، حيث يمنح التهديد بالتنظيم و الدعاوي القضائية العرضية الصناعة الأكبر فترة توقف كافية للتنظيم الذاتي.
يجادل أنصار العملة المشفرة بان التنظيم ليس هو الطريق إلى الأمام
لكن كل هذا لا يتم تسجيله على رادار أنصار العملة المشفرة. وبينما تدور جماعات الضغط في العاصمة، يتجاهل الأصوليون الضجيج و يفعلون ما يفعلونه : مناقشة الملكية الخاصة للأموال ، و الدعوة إلى ترميز الأصول ، و البناء.
يعد بروس فينتون ، المدير الإداري لشركة Chainstone و CypherPunk و المدير التنفيذي السابق لمؤسسة البيتكوين - Bitcoin Foundation ، أحد هؤلاء الأصوليين. وقد حث فينتون على " إلغاء KYC / AML بالكامل " و استجاب للأحداث الأخيرة من خلال شرح فوائد الترميز كوسيلة لمعالجة العناصر محل النقاش في إضرابات هوليوود.
وهذه وجهة نظر لا تحظى بالقدر الكافي من التمثيل في واشنطن العاصمة.
يستمر البناؤون في البناء أيضاً. وقد قوبلت انتقادات FTX بسبب اختلاسها لودائع العملاء من قبل الأصوليين مثل ChangeNOW من خلال الضغط على المحافظ غير الإحتجازية المرتبطة بمنصة التداول الخاصة بهم ، و استمروا في توسيع عدد أزواج التداول بينما تقلص العديد من الأزواج الأخرى.
لا أحد يستطيع أن يخمن إلى أين ستتجه الأمور من هنا ، ولكن هناك شئ واحد مؤكد : كلما طال أمد هذه المناقشات، كلما تطورت هذه الجبهات المتنوعة. وكلما زاد التشرذم ، كلما ابتعدنا عن الحل.
