في حين اكتسبت تقنيات البلوكتشين قوة جذب خلال ذروة العملات المشفرة، إلا أنها تراجعت مؤخراً في سباق الذكاء الإصطناعي. أحدثت نماذج الذكاء الإصطناعي الحديثة اضطراباً في صناعة التكنولوجيا، حيث قام المستهلكون و الشركات الخاصة و الوكالات الحكومية و مطوروا التكنولوجيا بدمج الذكاء الإصطناعي في قطاعات مختلفة.
ومع ذلك، من المتسرع أن تقول إن تقنية البلوكتشين أًصبحت غير ذات صلة. لاتزال تقنيات الذكاء الإصطناعي وتقنية البلوكتشين في طور التطور، ويمكن لكلا المجالين أن يحققا اعتماداً واسع النطاق إذا استوفيا هذه العوامل.
1. الطلب على المدى الطويل
لم يحقق الذكاء الإصطناعي حتى الآن سوى جزء بسيط من إمكاناته غير المستغلة. كانت أنظمة الذكاء الإصطناعي موجودة منذ القرن العشرين ولكنها خضعت مؤخراً لتغييرات جذرية. أدى ظهور النماذج الحديثة إلى تحول الصناعة. لقد أتاحت قدرتهم على تقليد اللغة الطبيعية ، وإنشاء صور نابضة الحياة، وتقليد الأصوات البشرية فرصاً جديدة لمطوري الذكاء الإصطناعي.
وهناك كمية لا حصر لها من البيانات المتاحة للتدريب. ستصبح أنظمة الذكاء الإصطناعي أكثر تعقيداً حيث يقوم المطورون بتزويدهم بمجموعات بيانات أوسع حول موضوعات مختلفة. ومن الناحية النظرية، يمكنهم دمج الذكاء الإصطناعي في أي قطاع.
2. إمكانية الوصول
يتمتع الذكاء الإصطناعي بميزة على البلوكتشين من حيث إمكانية الوصول. استخدم معظم الأشخاص أنظمة الذكاء الإصطناعي قبل إطلاق Large Language Models - نماذج اللغات الكبيرة الحديثة (LLMs). ستجده في الأنظمة اليومية، مثل المساعدين الأفتراضيين الرقميين، وبرامج التعرف على الوجه، وربوتات الدردشة، ومدقق النحوي، و السيارات ذاتية القيادة.
تمتلك معظم المنصات التي تعتمد على الذكاء الإصطناعي أيضاً حواجز منخفضة أمام الدخول. يُمكّن تصميم واجهة المستخدم ( UI ) البسيط و البديهي المستخدمين من جميع المستويات من تحقيق أقصى قدر من النماذج القوية. خذ ChatGPT كمثال. يمكنك تعلم مطالبات ChatGPT الفعالة للمهام الفنية، على سبيل المثال، البرمجة و تطوير الموقع، حتى لو كنت بالكاد تفهم كيفية عمل LLMs.
لسوء الحظ تتمتع أنظمة البلوكتشين بمنحنى تعليمي حاد. ولن تحل محل تطبيقات الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول، ومنصات مشاركة البيانات، وأنظمة التخزين الرقمية حتى تتبنى تصميمات أكثر سهولة لواجهة المستخدم.
3. الوظيفة
تتميز الذكاء الإصطناعي على تقليد القدرات الشبيهة بالإنسان بنطاق أوسع من الوظائف مقارنة بتقنية البلوكتشين. فهو يؤدي مهمام مبرمجة، ويفهم اللغة الطبيعية، ويُشكل استنتاجات مبررة. ويمكن للنماذج المتطورة أن تنهي المشاريع المُعقدة التي تتطلب وظائف معرفية بشرية بشكل مستقل، مثل قيادة البيانات وتحليلها.
ولا يزال الذكاء الإصطناعي العام ( AGI ) على بُعد عقود من الزمن. سيكون الذكاء الإصطناعي قادراً على فعل كل ما يستطيعه الناس بمجرد أن يصل إلى مستوى الذكاء البشري ويتجاوزه. سوف يغير طريقة عمل كل صناعة.
وفي الوقت نفسه، تدور معظم حالات استخدام تقنية البلوكتشين حول مشاركة / تخزين البيانات، والتي غالباً ما تدعم المنصات المالية. تستخدم العديد من الصناعات أنظمة البلوكتشين لتنفيذ العقود الذكية، لتخزين البيانات السرية، و الحفاظ على معاملات التشفير اللامركزية.
4. التصور العام
يمنح سباق الذكاء الإصطناعي المستمر لعامة الناس تصوراً أكثر إيجابية للذكاء الإصطناعي مقارنة بتقنية البلوكتشين. إنه نظام يمكن الوصول إليه وإمكانيات غير محدودة وسوق واسعة. يُظهر استطلاع طولي أجرته شركة Real Research أن 45 % من المستهلكين يعتقدون أن الذكاء الإصطناعي سيؤثر بشكل كبير على المجتمع. 35% فقط من نفس المشاركين يعتمدون على تقنيات البلوكتشين.
على الرغم من أن هذه النتائج تبدو واعدة، إلا أن هناك بعض المفاهيم الخاطئة حول أنظمة البلوكتشين و الذكاء الإصطناعي. على سبيل المثال، يعتقد بعض المستهلكين أن البلوكتشين و العملات المشفرة مترادفان. يمكن لأنظمة بلوكتشين تنفيذ العقود الذكية ونقل البيانات بشكل آمن، ومع ذلك يركز المتشككون فقط على عمليات الأحتيال المتعلقة بالعملات المشفرة.
وعلى نحو مماثل، يؤدي التوسع السريع للذكاء الاصطناعي إلأى مخاوف غير عقلانية. هناك العديد من الأساطير حول الذكاء الإصطناعي، بدءاً من الشكوك الدقيقة إلى النظريات السخيفة مثل سيطرة الآلات على العالم.
5. الإستدامة البيئية
لا يعد الذكاء الإصطناعي ولا تقنية البلوكتشين غير مستدامين بطبيعتهما ، ولكن نشرهما يستهلك الطاقة. لنبدأ بالذكاء الإصطناعي. يُظهر نموذج التكلفة الذي أعدته شركة Semiana Analysis أن ChatGPT يحتاج إلى 3،617 خادم HGX A100 للرد على المطالبات يومياً - ويستهلك تشغيلها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع 95،054.76 ميجاوات/ساعة سنوياً. لاحظ أن هذه الأرقام لا تزال لا تشمل تكاليف التدريب.
تستهلك أنظمة البلوكتشين أيضاً موارد طاقة هائلة. تنص RMI على أن تشغيل البيتكوين يستنزف 127 تيراوات/ ساعة أو 127مليون ميجاوات/ساعة سنوياً. كل هذه الطاقة تترجم إلى ملايين الأطنان من انبعاثات الكربون.
ويتعين على شركات التكنولوجيا أن تبذل جهوداً استباقية لتقليل التأثيرات البيئية الضارة التي تخلفها هذه التكنولوجيات. يمكنهم حتى المساعدة في تحسين البيئة. تعالج مراقبة الطقس المدمجة بالذكاء الإصطناعي قضايا تغير المناخ، في حين أن تعويض الكربون يُمكّن أنظمة البلوكتشين من تقليل انبعاثات الكربون الخاصة بها.
6. التكلفة
يمكن للمستخدمين النهائيين الوصول إلى الذكاء الإصطناعي و البلوكتشين من خلال التطبيقات المعدة مسبقاً أو منتجات البرامج كخدمة ( SaaS ). ستجد العديد من الخيارات بأسعار معقولة، أو حتى مجانية، عبر الإنترنت. لاحظ فقط أنه من المحتمل أن يكون لها وظائف ثابتة، فلا يمكنك دمجها في تطبيقاتك أو تطبيق خوارزميات مخصصة.
تعتمد تكلفة نشر أنظمة البلوكتشين و الذكاء الإصطناعي على عوامل مختلفة. ولكن كمرجع، يعد تدريب وصيانة المنصات التي تعتمد على الذكاء الإصطناعي أكثر تكلفة بشكل عام من استخدام أنظمة البلوكتشين المخصصة. حتى أن CNBC تشير إلى أن OpenAI من المحتمل أنفقت 4 ملايين دولار لتدريب GPT-3. وفي حين أن الأعتماد على شهادات LLM مفتوحة المصدر يقلل من نفقات التدريب، إلا أن الصيانة طويلة المدى وتكامل النظام قد تكلف الملايين.
غالباً ما يتطلب نشر منصات البلوكتشين استثماراً أصغر. تنص PixelCrayons على إنشاء منصة تبادل أساسية للعملات المشفرة يتكلف ما بين 50 ألف دولار إلى 98 ألف دولار ، في حين أن تكلفة محفظة العملات المشفرة تتراوح بين 15 ألف إلى 150 ألف دولار.
7. التنظيم
على الرغم من أن الأنظمة المركزية تمنح المطورين و المستخدمين النهائيين مزيداً من الحرية. إلا أنها تأتي أيضاً بمخاطر. يمكن للمحتالين استغلال الأنظمة غير المنظمة بسهولة. إن الإفتقار إلى الحوكمة المركزية مع البلوكتشين و الذكاء الإصطناعي يؤدي بالفعل إلى إدامة العديد من الجرائم الإلكترونية بدءاً من عمليات سحب بساط العملات المشفرة وحتى سرقة الهوية المستندة إلى الذكاء الإصطناعي.
كلا النظامين يحتاجان إلى شكل من أشكال التنظيم. ويمكن للبنوك المركزية إدارة معاملات العملات المشفرة من خلال نشر منصات بلوكتشين، ويمكن للهيئات الحكومية البدء في مراقبة المحتالين الذين يستغلون الذكاء الإصطناعي. المشكلة الوحيدة هنا هي ما إذا كانوا قد يعرضون اللامركزية للخطر من أجل الأمن.
8. الدعم و التطوير
يجذب سباق الذكاء الإصطناعي المستمر اهتماماً كبيراً بأنظمة الذكاء الإصطناعي. يستكشف المطورون و شركات التكنولوجيا و المستخدمون النهائيون ومحترفو الأعمال باستمرار طرق الإستفادة منها. ستجد نماذج لغة حديثة مدمجة في العديد من التطبيقات.
أثرت تقنيات البلوكتشين أيضاً على مختلف القطاعات. ومع ذلك ، مع ظهور تطبيقات الذكاء الإصطناعي المتطورة وانتشار عمليات الإحتيال المتعلقة بالعملات المشفرة، فقد عامة الناس الإهتمام بها. و بطبيعية الحال، ستواصل شركات التكنولوجيا العمل على البلوكتشين. قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتفوقوا على إمكانية الوصول وشعبية المنصات التي تعتمد على الذكاء الإصطناعي.
هل يلغي الذكاء الإصطناعي وتقنيات البلوكتشين بعضهما البعض؟
إن تعدد استخدامات الذكاء الإصطناعي يجعلها جذابة لعامة الناس، كما أن تقنية البلوكتشين لها حالات استخدام محددة في العديد من المجالات. من الممكن أن تحقق كلتا التقنيتين اعتماداً واسع الناطاق إذا استمرت في التطور. ولكن يجب على المزيد من المطورين استكشاف سلاسل الكتل المعتمدة على الذكاء الإصطناعي، فدمج هذه المنصات سيؤدي إلى نتائج أفضل من تحريضها ضد بعضها البعض.
مرة أخرى، الذكاء الإصطناعي عبارة عن منصة متعددة الإستخدامات تحتوي على العديد من التطبيقات. وسوف تستمر في تشكيل التقنيات الحديثة، لذا قم بتقييم مدى تأثيرها على حياتك اليومية. استخدم الذكاء الاصطناعي لصالحك واحترس من مجرمي الإنترنت الذين يستغلونه.
الأسئلة المكررة
س: هل الذكاء الإصطناعي أفضل نت تقنية البلوكتشين؟
من المستحيل معرفة ما إذا كان الإصطناعي أفضل من تقنية البلوكتشين أم العكس. تقدم كل واحدة من هذه التقنيات شيئاً رائعاً للبشرية ولديها الكثير من الإمكانات في جميع الصناعات. يمكن تطبيق تقنية البلوكتشين لتعزيز الأمن وتبسيط العمليات، في حين يمكن للذكاء الإصطناعي حل المشكلات عالية التقنية و تقديم حلول جديدة مبتكرة لتوفير الطاقة والوقت و المال.
س: ما هي إمكانات البلوكتشين في الذكاء الإصطناعي؟
يمكن أن تجتمع البولكتشين و الذكاء الإصطناعي معاً لإنتاج بعض المنتجات و الأدوات المذهلة. توجد بالفعل أدوات ذكاء اصطناعي مشفر وأصول ذكاء اصطناعي مشفر، ولكن ليس هذا هو المكان الذي تنتهي فيه الأمور. في حين يمكن استخدام سلاسل الكتل لتأمين البيانات بأمان وبطريقة شفافة ولا مركزية، يمكن للذكاء الإصطناعي أن يساعد من خلال التفسير هذه البيانات على مستوى عميق بشكل لا يصدق. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الإصطناعي تحليل بيانات سلسلة التوريد المخزنة على البلوكتشين لتوفير حلول لوجستية أكثر استدامة.
س: هل يشكل الذكاء الإصطناعي و البلوكتشين خطراً على الإنسانية؟
هناك العديد من المخاوف و الشائعات المحيطة بالذكاء الإصطناعي، كما كانت تقنية البلوكتشين محل انتقادات كبيرة في الماضي. ولكن في الحقيقة، كل التكنولوجيات لديها القدرة على إساءة التعامل معها، وخاصة في المجالات الجديدة و المتطورة التي لم يتم فهمها بشكل كامل بعد. إذا تم تطبيق البحث و التنظيم المناسب على الذكاء الإصطناعي وسلاسل الكتل، فمن المرحج أن تكون نعمة أكثر من نقمة على البشرية.
